اتحاد نقابات التعليم العالي بالمغرب العربي يدعو إلى تجاوز الخلافات وتفعيل الاتحاد المغاربي

الرباط – 4 نونبر 2025
أصدرت رئاسة اتحاد نقابات التعليم العالي بدول المغرب العربي بلاغاً يؤكد فيه على أهمية توحيد جهود الدول المغاربية لمواجهة التحديات المشتركة، داعياً إلى “التفعيل الحقيقي والفعلي” لاتحاد المغرب العربي، وتعزيز التعاون بين شعوب المنطقة في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية.
وجاء في البلاغ، الذي وقعه رئيس الاتحاد الأستاذ محمد الدرويش، أن الاتحاد يواصل التزامه بالأهداف التي تأسس من أجلها في الرباط يوم 4 يونيو 2010، والمتمثلة في دعم التعاون بين الأساتذة الباحثين المغاربيين، والمساهمة عبر البحث العلمي والابتكار في بناء قوة جهوية اقتصادية قادرة على تحقيق حلم الوحدة المغاربية.
وفي سياق متصل، وجه الاتحاد تحيات تقدير واحترام للشعب الجزائري بمناسبة الذكرى الـ71 للثورة التحريرية المجيدة (1954 – 2025)، كما هنّأ الشعب المغربي بحلول الذكرى الـ50 للمسيرة الخضراء (1975 – 2025)، معبراً عن اعتزازه بنضالات شعوب المنطقة من أجل الحرية والاستقلال وترسيخ السيادة الوطنية.
ودعا الاتحاد في بلاغه إلى توحيد الجهود بين الدول المغاربية الخمس لتحويل الاتحاد المغاربي إلى “قوة اقتصادية وازنة وحضور مؤثر في القرارات الدولية”، خصوصاً في ما يتعلق بمنطقة البحر الأبيض المتوسط والساحل والصحراء. كما ندد بكل الممارسات التي “تساهم في تشتيت المنطقة وبلقنتها”، محذراً من ضياع مكاسب اقتصادية مهمة نتيجة عدم تفعيل مقتضيات الاتحاد المغاربي، الذي يحرم – حسب تقديرات الاتحاد – شعوب المنطقة من نحو 2.5 في المائة من الناتج الداخلي الخام.
وأشار البلاغ إلى أن النزاعات المفتعلة بين بعض الدول المغاربية “تغذي سباق التسلح” على حساب التنمية، ما يحرم آلاف الشباب من فرص الشغل والحياة الكريمة. وفي هذا السياق، وجه الاتحاد نداءً إلى القوى السياسية والنقابية والمدنية والحقوقية والنسائية والتربوية في المنطقة للعمل على معالجة الخلافات بالحكمة والمسؤولية، والدفع نحو تجاوز الأزمة بين المغرب والجزائر.
كما دعا الاتحاد النخب الأكاديمية والمثقفين والأساتذة الباحثين إلى المساهمة الفاعلة في “طي صفحات الخلاف والألم وفتح صفحات جديدة تليق بتطلعات القرن الحادي والعشرين”، مؤكداً التزامه بمساندة كل المبادرات الهادفة إلى تحقيق الوحدة والاستقرار والتقدم في المنطقة المغاربية.
وفي ختام البلاغ، توقف الاتحاد عند القرار رقم 2797 الصادر عن مجلس الأمن بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء، واعتبره “منعطفاً تاريخياً” يمكن أن يمهد لمصالحات فعلية وبناءة بين دول المنطقة، معبّراً عن أمله في انطلاق مفاوضات جادة لوضع حد نهائي للنزاع الذي استمر خمسين سنة وترك آثاراً سلبية على مجمل الفضاء المغاربي.