ليلة روحية كبرى بالداخلة بحضور شيخ الطريقة البودشيشية معاذ القادري بودشيش وسط ترحيب واسع من أعيان المنطقة

في إطار فرحة الشعب المغربي بانتصارات دبلوماسية لمغربية الصحراء، حلت بمدينة الداخلة الطريقة القادرية البوتشيشية بحضور شيخها سيدي معاذ القادري بوتشيش وجمع من مريدي الطريقة من جميع أنحاء المملكة. وقد عرف الحدث حظورا لافتا للعديد من أعيان مدينة الداخلة وشيوخها، فضلا عن شخصيات وازنة دينية وثقافية وسياسية.
وخلال هذا الجمع الرباني المبارك، تقدّم فضيلة السيد محمد فاضل الخطاط بكلمة ترحيبية أصيلة، عبّر فيها عن اعتزاز ساكنة الداخلة بهذه الزيارة المباركة، وعن عمق الارتباط الروحي والوجداني الذي يجمع المنطقة بالطريقة القادرية البودشيشية وشيخها الجليل.
وأشاد فضيلته بما تحقّق من انتصارات دبلوماسية مشهودة لقضيتنا الوطنية، مؤكّدًا أن هذا التجمع الروحي يأتي انسجامًا مع مشاعر الفخر التي يعيشها المغاربة كافة، واستحضارًا للدور المحوري لجلالة الملك في ترسيخ ثوابت الوحدة الوطنية، وتثبيت السيادة المغربية على أقاليمها الجنوبية.
وفي ما يلي نص الكلمة:*
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- الشيخ الفاضل الحاج مولاي معاذ القادري بودشيش شيخ الطريقة القادرية البودشيشية .
- السادة العلماء والاعيان الكرام
- حضرات السادة الأفاضل،
- مشايخ ومقدّمي وأفراد الطريقة القادرية البوتشيشية، أيها الحضور الكريم.
أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في أرض الصحراء المغربية، أرض العلم والعلماء، وبالضبط بمدينة الداخلة المدينة العالمة وجوهرة المحيط الأطلسي، أرض الأمن والإيمان، وملتقى الروحانية العميقة والانتماء الوطني الراسخ .
إن اجتماعكم اليوم، حضرات السادة، يتزامن مع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 50 لعيد المسيرة الخضراء . وبهذه المناسبة نقف وقفة إكبار وإجلال عند الروح الطاهرة لمبدع المسيرة الخضراء جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله تراه . ويتزامن أيضا مع القرار الاممي الأخير الذي جعل من خيار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية مرجعا وحيدا لقضية وحدتناالترابية. ونحن نستحضر هذا الفتح الرباني في هذه المناسبة لنشكر الله تعالى على هذه النعم المباركة، وأعظمها نعمة إمارة المؤمنين . إن هذه المناسبات الدينية التي تحييها الزوايا الصوفية ببلدنا ترسخ هذه المعاني وتنشر قيم المحبة والوسطية. لا سيما ونحن في أمس الحاجة الى نشر هذه القيم وسط الشباب والناشئة، لكي نحافظ على هويتنا الدينية والوطنية تحت القيادة الرشيدة لسيدنا الله ينصرو.
ونستحضر بهذه المناسبة أيضا، مظاهر التنمية والاستقرار والامن والسلام الذي أصبحت عليه الاقاليم الجنوبية للمملكة في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله والذي أولى عناية خاصة للاقاليم الجنوبية ولرعاياه الأوفياء بالصحراء المغربية. وفي غمرة هذه الاحتفالات الكبرى، نعتز بأن نستقبلكم في زيارتكم الاولى ، وأنتم تصلون الرحم بإخوانكم بربوع الداخلة العزيزة، في حدث يؤكد عمق إشعاع هذه المدرسة الروحية المغربية، القائمة على التزكية والمحبة والسكينة والوعظ والإرشاد في إطار خدمة الوطن.
- حضرات السادة الكرام.
إن الطريقة البوتشيشية، عبر تاريخها المجيد، كانت دائماً سنداً للثوابت الوطنية، ودرعاً روحياً لحماية قيم الوسطية والاعتدال والتسامح. وهي مبادئ تلتقي في جوهرها مع المشروع الإصلاحي الكبير الذي يقوده مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، راعي الحقل الديني وحامي الملة والدين.
وقد شهدت بلادنا، بفضل التوجيهات الملكية السامية، انتصارات دبلوماسية وتنموية كبرى، خصوصاً في أقاليمنا الجنوبية. فقد ترسّخت الوحدة الترابية للمملكة، وتوالت الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، وتطورت الشراكات الاستراتيجية، وانطلقت مشاريع اقتصادية كبرى جعلت من الداخلة وادي الذهب وجهة دولية للاستثمار والتعاون والسلام.
وإن اجتماعكم اليوم فوق هذه الربوع العزيزة على كل المغاربة يرسخ قوة النموذج المغربي، من جهة ، وتلاحم الشعب مع ملكه، من جهة ثانية. وهو التلاحم الذي كانت الطرق الصوفية – وفي مقدمتها الطريقة البوتشيشية – دائماً عنواناً صادقاً يبعث على الاعتزاز بالانتماء الى بلد يكرم العلم والعلماء تحت الرعاية الكريمة لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله .
وإن اجتماعكم اليوم ، هو رسالة روحانية ووطنية مفادها أن المغرب يجمع بين النور الروحي والتقدم التنموي، بين السلوك الرباني والبناء الوطني، وأن أبناء هذا الوطن، مهما تنوعت انتماءاتهم الروحية والثقافية، يجتمعون على محبة الله، ومحبة الوطن، والوفاء للعرش العلوي المجيد.
نسأل الله عز وجل أن يجعل جمعنا هذا جمعا مباركا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أسرة أهل حرمة الله.
قراءة محمد فاضل الخطاط